ما هي نظرية الألعاب؟
نظرية الألعاب هي فرع من فروع العلم يُعنى بدراسة الكيفية والأسباب التي تدفع الأفراد أو الكيانات (المعروفة باللاعبين) لاتخاذ قراراتهم في مواقف محددة. وهي تمثل إطارًا نظريًا لتحليل السيناريوهات الاجتماعية التي تنطوي على تفاعل بين لاعبين متنافسين.
وتُعد نظرية الألعاب، من جانب آخر، علم الاستراتيجية؛ إذ تركز على إيجاد أنسب القرارات الممكنة التي تتخذها أطراف مستقلة ومتنافسة ضمن بيئة استراتيجية.
تُوظَّف نظرية الألعاب في العديد من المجالات لتحليل المواقف المختلفة والتنبؤ بأكثر النتائج احتمالاً. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تستعين بها الشركات في تسعير منتجاتها، أو اتخاذ قرارات بشأن الاستحواذ على شركات أخرى، أو وضع استراتيجيات للتعامل مع الدعاوى القضائية.
تهدف نظرية الألعاب إلى تفسير التصرفات الاستراتيجية لاثنين أو أكثر من اللاعبين ضمن موقف محدد تحكمه قواعد ونتائج واضحة. وعندما يتضمن الموقف لاعبين متعددين مع عوائد معروفة أو نتائج قابلة للقياس، يمكن الاستفادة من نظرية الألعاب في التنبؤ بالنتائج الأكثر ترجيحًا.
تركز نظرية الألعاب على اللعبة، وهي موقف تفاعلي يتضمن لاعبين عقلانيين. يكمن سر نظرية الألعاب في أن عوائد أحد اللاعبين تتوقف على الاستراتيجية التي يطبقها اللاعب الآخر. [1]
النقاط الرئيسية لمصطلح "نظرية الألعاب":
- نظرية الألعاب هي دراسة قرارات اللاعبين في مواقف استراتيجية، وتُستخدم لتحليل التفاعلات في مجالات مثل الاقتصاد، التسويق، والسياسة، من خلال فهم سلوك الأفراد أو الكيانات المتنافسة أو المتعاونة.
- تشمل النظرية أنواعًا متعددة مثل الألعاب التعاونية وغير التعاونية، المتزامنة والمتسلسلة، والمتناظرة وغير المتكافئة، وكل منها يوضح أنماطًا مختلفة من التفاعل بين اللاعبين.
- تُسهم في التنبؤ بالسلوك الاستراتيجي، دعم اتخاذ القرار، تحسين تخصيص الموارد، وفهم ديناميكيات السوق والمجتمعات، مما يجعلها أداة حيوية في الاقتصاد والسلوك التنظيمي والاجتماعي.
مصطلحات مفيدة في نظرية الألعاب:
فيما يلي مجموعة من المصطلحات الأساسية المتداولة في دراسة نظرية الألعاب:
- اللعبة: تشير إلى مجموعة من الظروف التي تعتمد نتيجتها على تصرفات اثنين أو أكثر من صُنّاع القرار، أي اللاعبين.
- اللاعبون: هم الأفراد أو الكيانات التي تتخذ قرارات استراتيجية ضمن سياق اللعبة.
- الاستراتيجية: هي خطة شاملة يضعها اللاعب لمواجهة مختلف السيناريوهات التي قد تنشأ أثناء اللعبة.
- العائد: هو النتيجة التي يحققها اللاعب مقابل اتخاذ قرار معين، ويمكن أن تكون العوائد قابلة للقياس كالقيمة المالية أو المنفعة.
- مجموعة المعلومات: تمثل المعلومات المتاحة للاعب في لحظة معينة من اللعبة، ويُستخدم هذا المصطلح غالبًا في الألعاب التي تتبع تسلسلًا زمنيًا.
- التوازن: هو الوضع الذي يكون فيه جميع اللاعبين قد اتخذوا قراراتهم، وتم الوصول إلى نتيجة مستقرة بناءً على تلك القرارات. [1]
أنواع نظرية الألعاب:
هناك أنواع عديدة من نظرية الألعاب، منها:
- نظرية الألعاب التعاونية
تعالج هذا النوع من نظرية الألعاب تفاعلات بين عدة لاعبين ذوي مصالح متباينة يعملون بصورة جماعية لحل المشكلات وتحقيق أهداف مشتركة. لا يقوم أعضاء الفريق بالتنافس المباشر، بل قد يمتلك كل منهم أهدافًا شخصية يسعى لتحقيقها ضمن إطار يخدم نجاح المجموعة ككل. ويركز هذا النوع على البيئات التي تُقدَّم فيها مصلحة الجماعة على المصالح الفردية.
- نظرية الألعاب غير التعاونية
في هذا النوع من نظرية الألعاب، يسعى كل لاعب لتحقيق مصلحته الخاصة دون وجود أي نية للتعاون مع الآخرين. يتركز التفاعل هنا على التنافس ووضع الاستراتيجيات داخل بيئة تنافسية، حيث تكون النتيجة غالبًا فوز طرف على حساب الآخر. وتُعد هذه النظرية النقيض لنظرية الألعاب التعاونية، التي يقوم فيها اللاعبون بالتعاون لتحقيق هدف مشترك.
- التناظر
يُعتبر مفهوم التناظر من الركائز الأساسية في نظرية الألعاب، ويُشير إلى الحالات التي يكون فيها جميع اللاعبين على قدم المساواة من حيث القوة أو الوضع. في الألعاب المتناظرة، لا يتمتع أي لاعب بميزة أو أفضلية على الآخرين، ما يمنحهم فرصًا متساوية لتحقيق الفوز أو التعرض للخسارة. ويركز هذا النوع من الألعاب غالبًا على دراسة استراتيجيات التوازن بين اللاعبين.
- نظرية الألعاب الغير متكافئة
يُشير عدم التكافؤ في نظرية الألعاب إلى وجود لاعب يتمتع بقدر أكبر من النفوذ أو الموارد مقارنة باللاعبين الآخرين، مما يمنحه ميزة نسبية في الموقف. على سبيل المثال، في الانتخابات السياسية، قد يحظى أحد المرشحين بدعم مالي أو شهرة أوسع، مما يضعف فرص منافسيه. وقد يكون التفوق ناتجًا أيضًا عن امتلاك أحد اللاعبين لمعلومات أفضل، ما يعزز قدرته على اتخاذ قرارات أكثر فاعلية ضمن اللعبة.
- نظرية الألعاب المتزامنة
في هذا النوع من نظرية الألعاب، يتخذ كل لاعب قراره الاستراتيجي دون معرفة مسبقة بخطط اللاعبين الآخرين. وتستند اختياراته إلى توقعاته حول ما قد يقوم به الآخرون. يُستخدم هذا النموذج بشكل شائع في المواقف التنافسية التي تتسم بتعدد الأهداف وتباين المصالح، ما يجعل التنبؤ بسلوك المشاركين أمرًا معقدًا. ويركز هذا النوع على تحليل الاستراتيجيات المحتملة والنتائج المترتبة عليها.
- نظرية الألعاب المتسلسلة
تتمثل اللعبة المتسلسلة في تمتع اللاعبين بمعلومات مسبقة عن استراتيجيات اللاعبين الآخرين. يتيح لهم ذلك القدرة على تحديد قرارات منافسيهم والتأثير عليها خلال مجريات اللعبة. يركز هذا النوع من نظرية الألعاب عادة على دراسة كيفية تأثير الأفعال الفردية على الاستراتيجيات المستقبلية لجميع الأطراف المعنية، ومدى تأثير ذلك على النتيجة النهائية. [2]
أهمية نظرية الألعاب:
تُستخدم نظرية الألعاب بشكل واسع في الاقتصاد لتحليل التنافس في الأسواق، واتخاذ قرارات التسعير، وإدارة المزادات، وفهم السلوك الاستراتيجي للشركات.
- تساهم في تحسين تخصيص الموارد المحدودة، من خلال تحليل كيفية توزيع هذه الموارد بين الأفراد أو المجموعات المتنافسة.
- تساعد أيضًا في فهم استراتيجيات التفاوض، وتعزيز السلوك التعاوني، وبناء التحالفات والائتلافات.
- توفر أدوات فعالة في اتخاذ القرارات في ظل عدم اليقين، مثل تحليل المخاطر، وتقييم الاحتمالات، وتحسين الاستراتيجيات للتقليل من هذه المخاطر.
- كما تسهم في استكشاف الجوانب الأخلاقية في اتخاذ القرارات، خاصة في المواقف التي تشمل مصالح متضاربة. [3]
لماذا نظرية العاب مهمة:
هناك أسباب مختلفة تجعل نظرية الألعاب مهمة، بما في ذلك:
- فهم السلوك البشري في المواقف الاستراتيجية
في عالم يتسم بالتنافس المتزايد والتخصص، يصبح من الضروري فهم ديناميكيات التفاوض والمساومة. تتيح لك نظرية الألعاب التنبؤ بكيفية تصرف الأفراد في المواقف التنافسية. ويمكنك الاستفادة من هذه الفهم لاختيار الاستراتيجية الأمثل للتعامل مع الآخرين، مما يساعدك في تحقيق أهدافك أو حل المشكلات بكفاءة.
- فهم ديناميكيات التسويق والأعمال
تكتسب نظرية الألعاب أهمية متزايدة في مجال التسويق، حيث تساعد المسوقين على التنبؤ بسلوك المستهلكين في اتخاذ قراراتهم. كما تعد أداة مفيدة للشركات التي تعمل على نمذجة ديناميكيات الأسواق. تساهم نظرية الألعاب في مساعدة المديرين على اختيار الاستراتيجيات المثلى لجذب العملاء، والحفاظ عليهم، وتحقيق رضاهم، وتعزيز العلاقة معهم. كما توفر هذه المعلومات دعماً في تخطيط استراتيجيات التوظيف، والتدريب، وتطوير الموظفين.
- تقييم كفاءة اتخاذ القرارات في المجتمعات
تساهم نظرية الألعاب في تقييم فعالية اتخاذ القرارات داخل المجتمعات في غياب التعاون بين الأفراد. يمكن استخدامها للتنبؤ بسلوك الأفراد في مواقف معينة، مما يمكِّنك من اتخاذ قرارات أكثر استنارة حول أفضل الطرق للعمل. كما يمكن أن تساعد هذه التحليلات في تصميم سياسات تؤثر بشكل إيجابي على المجتمع ككل. [2]
استكشف المزيد من المعلومات القيمة عن الثقافة المالية وإدارة الأموال على مالبيديا Maalpedia منصة المعرفة المالية العربية الخاصة بك.
المراجع المعتمدة:
مواضيع ذات صلة
مقالات ذات صلة

Game Theory نظرية الألعاب

Law of Supply and Demand قانون العرض والطلب
انضم إلى مالبيديا
لنشاركك بكل جديد مباشرة إلى بريدك