الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI)

May 29, 2025
تم التحديث في:
May 29, 2025
:تم النشر في
لبنى حماد
:الكاتب

ما هو الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI)؟

الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI) هو عملية امتلاك مستثمر، سواء كان فردًا أو شركة أو جهة حكومية من دولة ما، لحصة مؤثرة في شركة أو مشروع يقع في دولة أخرى. ويُعبر هذا النوع من الاستثمار عن التزام طويل الأجل، إذ يشمل عادةً الاستحواذ على نسبة كبيرة من أسهم الشركة الأجنبية أو شرائها بالكامل بهدف توسيع نطاق الأعمال في أسواق جديدة. لا يُقصد بالاستثمار الأجنبي المباشر مجرد شراء أسهم في شركات أجنبية دون تأثير فعلي، بل يتضمن مشاركة فعلية في الإدارة والقرارات الاستراتيجية. ويُعد هذا الاستثمار من الركائز المهمة للتكامل الاقتصادي العالمي، لما يوفره من علاقات مستقرة ودائمة بين مختلف الاقتصادات. [1]

أهم النقاط الرئيسية لمصطلح" الاستثمار الأجنبي المباشر":

  • يشير إلى حصة ملكية مباشرة في شركة أجنبية، ويصنف إلى ثلاثة أنواع: أفقي (في نفس القطاع)، رأسي (ضمن سلسلة التوريد)، ومجمع (في قطاع مختلف تمامًا).

  • الاستثمار الأجنبي المباشر يتضمن تحكماً وتأثيرًا فعليًا في شركة أجنبية، بينما يقتصر الاستثمار في المحافظ على شراء الأوراق المالية كنوع من تنويع الأصول دون تأثير مباشر.

  • يوفر FDI مزايا مثل تحفيز النمو وخلق الوظائف، لكنه ينطوي أيضًا على مخاطر مثل نزوح الشركات المحلية وإعادة الأرباح إلى الخارج، مما دفع بعض الدول إلى وضع قيود عليه.

ما أنواع الاستثمار الأجنبي المباشر؟

يُصنف الاستثمار الأجنبي المباشر عادةً إلى أفقي، أو رأسي، أو مُجمّع.

  1. الاستثمار الأجنبي المباشر الأفقي:

يُعد الاستثمار الأجنبي المباشر الأفقي أكثر أنواع الاستثمارات الأجنبية المباشرة شيوعًا، ويُشير إلى قيام شركة باستثمار أموالها في شركة أجنبية تعمل في نفس القطاع الذي تنشط فيه الشركة الأم. ويحدث هذا النوع من الاستثمار عندما تسعى الشركة إلى التوسع في سوق خارجي من خلال شركة أجنبية تنتج منتجات مماثلة.  

على سبيل المثال، إذا قامت شركة "زارا" الإسبانية بالاستثمار في شركة "فاب إنديا" الهندية، التي تعمل أيضًا في مجال تصنيع وبيع الملابس، فإن هذا الاستثمار يُعد استثمارًا أفقيًا، نظرًا لتشابه طبيعة أعمال الشركتين وانتمائهم إلى نفس القطاع الاقتصادي.

  1. الاستثمار الأجنبي المباشر الرأسي:

الاستثمار الأجنبي المباشر الرأسي يُعد أحد أنواع الاستثمارات التي تستهدف التوسع ضمن سلسلة التوريد، سواء كانت الشركة المستهدفة تعمل في نفس القطاع أو في قطاع مختلف. في هذا النوع من الاستثمار، تقوم الشركة الأم بالاستثمار في شركة أجنبية تُسهم في تزويدها بالمدخلات أو في توزيع منتجاتها، مما يدعم تكامل العمليات الإنتاجية أو التسويقية.  

يُصنف الاستثمار الرأسي إلى نوعين: التكامل الرأسي الخلفي، ويحدث عندما تستثمر الشركة في مورد من الموارد الأساسية في سلسلة التوريد – كمثال، استثمار شركة "نسكافيه" في مزارع البن في دول مثل البرازيل وكولومبيا وفيتنام؛ والتكامل الرأسي الأمامي، وهو ما يحصل عندما تستثمر الشركة في جهة مسؤولة عن توزيع أو بيع المنتجات، مثل استثمار شركة قهوة هندية في سلسلة متاجر بقالة فرنسية.

  1. الاستثمار الأجنبي المباشر المجمع

يُعرف الاستثمار الأجنبي المباشر المجمع بأنه استثمار يتم في شركتين تعملان في قطاعين مختلفين تمامًا، ولا تربط بينهما علاقة مباشرة من حيث طبيعة النشاط. في هذا النوع من الاستثمار، لا يشترط أن تكون الشركة المستثمرة تعمل في نفس المجال الذي تنشط فيه الشركة المستهدفة.  

على سبيل المثال، إذا قامت شركة "وول مارت" الأمريكية، المتخصصة في تجارة التجزئة، بالاستثمار في شركة "تاتا موتورز" الهندية، التي تعمل في مجال تصنيع السيارات، فإن هذا يُعد استثمارًا أجنبيًا مباشرًا مجمعًا نظراً لاختلاف مجالي العمل بين الشركتين. [2]

ما الفرق بين الاستثمار الأجنبي المباشر والاستثمار الأجنبي في المحافظ؟

الاستثمار الأجنبي في المحافظ يشير إلى إدراج أصول مالية أجنبية، مثل الأسهم أو السندات، ضمن محفظة استثمارية تعود لشركة، أو مستثمر مؤسسي كصناديق التقاعد، أو حتى مستثمر فردي. ويُعد هذا النوع من الاستثمار وسيلة لتنويع المحفظة وتقليل المخاطر من خلال استثمار غير مباشر في الأسواق الخارجية.  

في المقابل، يتضمن الاستثمار الأجنبي المباشر ضخ أموال بشكل كبير في شركة أجنبية، سواء عبر شراء حصة مؤثرة أو الاستحواذ الكامل عليها، مع ما يرافق ذلك من تأثير فعلي في إدارتها، وليس مجرد امتلاك أوراق مالية فقط.

الاستثمار الأجنبي المباشر هو عمومًا التزام أكبر، يُبذل لتعزيز نمو الشركة. ولكن كلاً من الاستثمار الأجنبي المباشر والاستثمار الأجنبي المباشر موضع ترحيب بشكل عام، لا سيما في الدول الناشئة. والجدير بالذكر أن الاستثمار الأجنبي المباشر ينطوي على مسؤولية أكبر في الالتزام بلوائح الدولة المضيفة للشركة المتلقية للاستثمار. [1]

ما مزايا الاستثمار الأجنبي المباشر؟

يُعد الاستثمار الأجنبي المباشر وسيلة تحقق منافع مشتركة لكل من المستثمر والدولة المضيفة، إذ يُوفر حوافز اقتصادية تشجع الطرفين على الانخراط فيه وتعزيزه. فمن جهة الدول المستقبلة، لا سيما النامية منها، يُعتبر الاستثمار الأجنبي المباشر أداة فعّالة لدعم النمو الاقتصادي، من خلال تمويل مشاريع البنية التحتية، وتوفير فرص العمل، ونقل المعرفة والتكنولوجيا.  

ومن جهة أخرى، تستفيد الشركات متعددة الجنسيات من هذا الاستثمار كوسيلة استراتيجية لتوسيع نطاق أعمالها عالميًا، والدخول إلى أسواق جديدة، وتعزيز تنافسيتها على المستوى الدولي. بهذا الشكل، يُسهم الاستثمار الأجنبي المباشر في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة للطرفين. [3]

ما عيوب الاستثمار الأجنبي المباشر؟

ينطوي الاستثمار الأجنبي المباشر على تحديات متعددة، أبرزها تعقيد الإجراءات الناتج عن خضوعه لإشراف وتنظيم من قبل أكثر من حكومة، مما يزيد من مستوى المخاطر السياسية. ومن بين العيوب الأساسية لهذا النوع من الاستثمار ما يلي:

  1. نزوح الشركات المحلية: قد يؤدي دخول الشركات الأجنبية الكبرى إلى زعزعة استقرار السوق المحلي، حيث تعجز بعض الشركات الوطنية عن مجاراة الأسعار أو الكفاءة التشغيلية لتلك الشركات، مما يسبب خروجها من السوق.

  1. إعادة الأرباح إلى الخارج: أحد المخاوف الشائعة يتمثل في قيام الشركات الأجنبية بتحويل أرباحها إلى بلدانها الأصلية بدلاً من إعادة استثمارها في الدولة المضيفة، الأمر الذي يخلق ضغطًا على ميزان المدفوعات ويؤدي إلى نزوح رؤوس الأموال.

وبسبب هذه التحديات، قامت العديد من الدول بسن قوانين ولوائح تهدف إلى تنظيم الاستثمار الأجنبي المباشر والحد من آثاره السلبية على الاقتصاد المحلي. [3]

الأثر الاقتصادي للاستثمار الأجنبي المباشر:

يُعتبر الاستثمار الأجنبي المباشر ذا أهمية خاصة للاقتصادات النامية، حيث يُوفر تدفقات رأسمالية حيوية تُساعد على دعم الشركات المتعثرة وتمكينها من استعادة نشاطها. كما يُسهم هذا النوع من الاستثمار في تحفيز سوق العمل من خلال خلق وظائف جديدة، مما ينعكس إيجابًا على مستوى الإنتاجية. إلى جانب ذلك، يُساهم الاستثمار الأجنبي المباشر في نقل التكنولوجيا والمعرفة الحديثة، الأمر الذي يُعزز التطور التقني ويساهم في تحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام. [3]

استكشف المزيد من المعلومات القيمة عن الثقافة المالية وإدارة الأموال على مالبيديا Maalpedia منصة المعرفة المالية العربية الخاصة بك.  

المراجع المعتمدة:

مواضيع ذات صلة

الاستثمار
رأس المال الاستثماري (VC) هو مصطلح يُستخدم لوصف التمويل الذي يتم توفيره للشركات ورواد الأعمال.
الاستثمار
العائد السنوي Anual Return هو مقياس لمدى زيادة الاستثمار في المتوسط كل عام، خلال فترة زمنية محددة.
الاستثمار
الفائدة الرأسمالية Capitalization Interest هي الفائدة التي تُضاف إلى قيمة الأصول الثابتة أو الاستثمارات بدلاً من دفعها كدفعات نقدية.
الاستثمار
الفائدة المستحقة Accrued Interest هي سمة من سمات المحاسبة على أساس الاستحقاق، وهي تتبع إرشادات الاعتراف بالإيرادات ومبادئ المحاسبة المطابقة.

مقالات ذات صلة

انضم إلى مالبيديا

لنشاركك بكل جديد مباشرة إلى بريدك

Thank you! Your submission has been received!
Oops! Something went wrong while submitting the form.