Apr 8, 2025
تم التحديث في:
Apr 6, 2025
:تم النشر في
لبنى حمّاد
:الكاتب

ما المقصود بمصطلح الربح؟

يُعرَّف الربح بأنه العائد المالي الذي يتحقق عندما تفوق الإيرادات الناتجة عن نشاط تجاري مجموع التكاليف، والنفقات، والضرائب المطلوبة لاستمرارية هذا النشاط.

وتعود الأرباح المحققة إلى أصحاب الأعمال، حيث يمكنهم اختيار الاحتفاظ بها، أو توزيعها على المساهمين كعوائد، أو إعادة استثمارها في تطوير الأعمال.

الربح هو المال الذي تجنيه الشركة بعد خصم جميع نفقاتها. سواءً أكان كشكًا لبيع عصير الليمون أم شركة متعددة الجنسيات مدرجة في البورصة، فإن الهدف الأساسي لأي شركة هو كسب المال، وبالتالي فإن أداء الشركة يعتمد على الربحية بمختلف أشكالها. [1]

النقاط الرئيسية لمصطلح "الربح":

  • الربح هو الفائض المالي الناتج عن تجاوز الإيرادات للنفقات. ينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية: إجمالي الربح (قبل خصم مصاريف التشغيل)، ربح التشغيل (بعد خصم تكاليف التشغيل)، وصافي الربح (بعد خصم جميع النفقات.
  • يعد الربح ضروري لبقاء ونمو الشركات، فهو يطمئن المستثمرين، يرفع من قيمة الأسهم، ويمكّن الشركة من التوسع والاستثمار في موارد جديدة.
  • تشمل زيادة الإيرادات، خفض التكاليف المباشرة وغير المباشرة، إزالة المنتجات غير المربحة، وتقليل المخزون أو الاستعانة بمصادر خارجية لتقليل النفقات وتحسين صافي الربح.

ما هي أنواع الأرباح؟

تنقسم الأرباح إلى ثلاثة أنواع رئيسية: إجمالي الربح، والربح التشغيلي، وصافي الربح. يُعبّر إجمالي الربح عن الربحية المباشرة الناتجة عن بيع السلع، بينما يُظهر ربح التشغيل مدى كفاءة الشركة في إدارة نفقاتها المرتبطة بالإنتاج والتشغيل اليومي. أما صافي الربح، فهو المؤشر الشامل الذي يوضح المبلغ المتبقي بعد احتساب كافة الإيرادات وخصم جميع المصروفات. غالبًا ما تُعبّر هذه الأنواع الثلاثة عن أدائها من خلال نسبة تُعرف بـ "هامش الربح"، حيث يُظهر كل نوع منها جانبًا مختلفًا من الأداء المالي خلال فترة معينة، ما يُتيح تحليله بشكل أعمق.  

  • إجمالي الربح

إجمالي الربح هو مقدار الربح الذي تحققه الشركة بعد خصم التكاليف المباشرة المرتبطة بإنتاج وبيع منتجاتها أو خدماتها، مثل المواد الخام والعمالة. وتُعرف هذه التكاليف في بيان الدخل – وهو أحد البيانات المالية الأساسية – باسم "تكلفة البضائع المباعة". يساعد حساب إجمالي الربح في التأكد من أن الإيرادات تفوق التكاليف المباشرة، كما يُسهم في تحليل تأثير أي ارتفاع في التكاليف، ويوجه الشركة لاتخاذ قرارات لتحسين هامش الربح، كاختيار موردين بديلين أو تعديل سياسة التسعير. [2]

  • الربح التشغيلي

يُحسب ربح التشغيل انطلاقًا من إجمالي الربح، بعد خصم تكاليف التشغيل، وهي النفقات المرتبطة بالأنشطة اليومية للشركة مثل الإيجار، والتدفئة، والإضاءة، والتأمين. وتتنوع هذه التكاليف بين ثابتة تُدفع بشكل منتظم شهريًا، وأخرى متغيرة تختلف حسب الظروف التشغيلية. [2]

  • صافي الربح

يُعد صافي الربح المؤشر النهائي لقياس ربحية الشركة، ويُعرض في أسفل بيان الدخل، لذا يُطلق عليه أحيانًا "الخلاصة". يشمل صافي الربح جميع الإيرادات والمصروفات، بما في ذلك تكاليف خدمة الدين، والإيرادات غير التشغيلية، وخسائر الاستثمارات. ويتم حسابه بطرح هذه البنود غير التشغيلية من ربح التشغيل لتحديد الربح أو الخسارة الإجمالية خلال الفترة المالية. [2]

ما هو هامش الربح؟

هامش الربح هو مقياس لمدى فعالية الشركة في استخدام أرباحها. عادةً ما تكون هذه القيمة على شكل نسبة، ويمكن تطبيقها على الربح الإجمالي أو التشغيلي أو الصافي. لتحديد هامش الربح، اقسم الربح الإجمالي أو التشغيلي أو الصافي على إجمالي الإيرادات. تشير نسب هامش الربح المرتفعة إلى ربح كبير للإيرادات، بينما تشير نسب هامش الربح المنخفضة إلى ربح ضعيف للإيرادات. [3]

كم مرة يجب قياس الربح؟

يختلف تكرار قياس الربح بحسب طبيعة وظروف كل عمل. فالشركات التي تتميز بطلب مستقر وتكاليف ثابتة، مثل شركات الخدمات، غالبًا ما تسجل أرباحًا إجمالية وتشغيلية وصافية مستقرة، مما يجعل المراجعة الشهرية مع تحليل تفصيلي كل ربع سنة كافية في معظم الحالات.

أما في حالة الشركات ذات هوامش الربح الضئيلة، أو التي تواجه تقلبات في الطلب أو تفاوتًا في مستويات المخزون، فقد يكون من الضروري مراقبة الربحية بشكل أكثر تواترًا، شهريًا على الأقل، وقد يصل الأمر إلى التقييم الأسبوعي أو اليومي. وتساعد هذه المتابعة الدقيقة في دعم اتخاذ قرارات سريعة وفعّالة، مثل توقيت تعزيز الإنفاق التسويقي أو اختيار اللحظة المناسبة لتخزين الموارد عند توفر فرص سوقية مواتية.

على أي حال، من المهم لقادة الأعمال ألا يقتصروا على قياس أرقام الربح، بل أن يتأكدوا أيضًا من أن هذه الأرقام ذات صلة وذات معنى لعملياتهم. [2]

لماذا يُعدّ الربح مهمًا؟

غالبًا ما يكون تحقيق الربح هو الهدف الأساسي للشركة. إليك بعض الأسباب التي تجعل الربح مهمًا للشركات:

  • يُطمئن المستثمرين

يُشير صافي الربح الإيجابي إلى أن الشركة في وضع جيد وأداء جيد. إن رؤية تقرير أرباح إيجابي لشركة يدعمونها يُطمئن المستثمرين بأنهم اتخذوا قرارًا حكيمًا باستثمارهم في الشركة. وبما أن زيادة الأرباح تعني عادةً زيادة توزيعات أرباح الأسهم للمستثمرين، فإن قدرة الشركة على تحقيق الربح تُفيدهم بشكل مباشر. عندما تُحقق الشركة أرباحًا ربعًا تلو الآخر، قد يقل احتمال بيع المستثمرين لأسهمهم، مما يضمن استمرار دعمهم للشركة.

  • يزيد من قيمة أسهم الشركة

يعتمد سوق الأسهم على الأرباح المعلنة والأرباح المتوقعة من الشركات العامة الكبرى. تعلن الشركات كل ثلاثة أشهر عن أرباحها. عمومًا، إذا كانت أرباح الشركة جيدة، ترتفع قيمة أسهمها. قد تُعلن الشركات أيضًا عن تدابير لزيادة الربحية كجزء من توقعات أرباحها المستقبلية، مما قد يؤثر إيجابًا على قيمة أسهمها.

  • يُتيح النمو

الربح هو رأس مال يمكن للشركات استخدامه لأغراض مُتنوعة، مثل صيانة مكان العمل، أو المعدات، أو استبدال، أو تحديث المركبات، أو غيرها من السلع باهظة الثمن، أو الاستثمار في منتجات أو خدمات أو موظفين جدد. من خلال زيادة إنتاجها أو عدد موظفيها، يُمكن للشركة مواصلة بناء حصتها السوقية وزيادة أرباحها بشكل أكبر. مع تحقيق أرباح قوية، يُمكن للشركات أن تتوقع استمرار ازدهارها. [3]

الربحية والنمو:

غالبًا ما يتساءل قادة الشركات وأصحاب المصلحة الخارجيون عمّا إذا كان الربح أم النمو هو المؤشر الأهم لصحة الشركة. الربحية، التي تظهر من خلال نتائج مالية إيجابية، تعني أن الشركة تحقق إيرادات تفوق نفقاتها، مما يعكس استقرارًا في عملياتها الأساسية. أما النمو، فهو نتيجة قرارات استراتيجية للتوسع، مثل تعيين موظفين جدد، أو تنويع المنتجات، أو دخول أسواق جديدة.

قد لا تُعدّ الشركات التي تحقق أرباحًا دون نمو جذابة بما يكفي للمستثمرين الباحثين عن عوائد أعلى، بينما يُمكن أن تواجه الشركات سريعة النمو مخاطر خسائر إذا لم تكن أرباحها متوازنة مع توسعها. لذلك، يُفضل المستثمرون عادةً الشركات التي تجمع بين الربحية المستقرة وخطط نمو واعدة، إذ تُعد هذه المزيج فرصة استثمارية مثالية. [3]

كيفية زيادة الأرباح:

كثيرًا ما تبحث الشركات عن طرق لتحسين صافي أرباحها. ويمكنها اتباع عدة طرق لزيادة أرباحها:

  1. زيادة الإيرادات

يمكن للشركات زيادة إيراداتها بهدف تعزيز صافي أرباحها، حيث إن ارتفاع الإيرادات يؤدي إلى نمو الأرباح، بشرط بقاء تكاليف التشغيل على حالها. ومن وسائل تحقيق ذلك، رفع الأسعار إذا أظهرت دراسات السوق أن العملاء المستهدفين قادرون ومستعدون لدفع المزيد. كما يمكن لفريق تطوير المنتجات توسيع نطاق العروض المتاحة لتحفيز العملاء على شراء المزيد، في حين يعمل قسم التسويق على توسيع قاعدة العملاء واستقطاب فئات جديدة تساهم في رفع الإيرادات. [3]

  1. خفض التكاليف

يُعد خفض التكاليف طريقةً أخرى لزيادة الأرباح. يمكن للشركات تقييم التكاليف المباشرة وغير المباشرة وخفضها لتقليل النفقات، مما يعني أن المزيد من إيرادات الشركة يُترجم إلى أرباح. فيما يلي نوعان رئيسيان من التكاليف التي قد تُقيّمها فرق قيادة الشركة:

  • التكاليف المباشرة: هي النفقات المتعلقة بتطوير المنتج أو الخدمة. ومن أمثلة التكاليف المباشرة: العمالة والمواد.
  • التكاليف غير المباشرة: تُسمى أيضًا النفقات العامة، وتشمل النفقات المتعلقة بإدارة العمل، ولكنها لا تتعلق تحديدًا بالمنتج أو الخدمة المباعة. تشمل التكاليف غير المباشرة الإيجار أو الرهن العقاري على مكان العمل، بالإضافة إلى فواتير المرافق كالماء والكهرباء. [3]

  1. إزالة المنتجات

في بعض الأحيان، تقدم الشركات مجموعة واسعة من المنتجات أو الخدمات، لكن ليس جميعها يحقق أداءً جيدًا في السوق. ومن بين استراتيجيات تعزيز الأرباح، قيام الشركة بإيقاف المنتجات أو الخدمات ضعيفة المبيعات.  

يساعد هذا الإجراء في تقليل تكاليف الإنتاج، ويمنح فرق التصنيع وتطوير المنتجات فرصة للتركيز على العناصر الأكثر ربحية، مما يساهم في نهاية المطاف في رفع صافي الربح. [3]

  1. تقليل المخزون أو الاستعانة بمصادر خارجية

قد يكون الاحتفاظ بالمخزون مكلفًا. وحسب ما تبيعه الشركة، قد يتطلب تخزين المخزون مبنىً منفصلًا وموظفين إضافيين. يمكن أن يؤدي تقليل كمية المخزون الذي تحتفظ به الشركة في الموقع إلى خفض التكاليف وتحسين صافي الأرباح. تتعاقد بعض الشركات مع شركات خارجية لتوزيع المنتجات، والتي تقدم دعمًا للتخزين والخدمات اللوجستية مقابل تكلفة. ولأن هذه الشركات تمتلك بالفعل خبرة في مجال المستودعات والخدمات اللوجستية، فإنها غالبًا ما توفر خدمات التخزين والشحن بتكلفة أقل مما تنفقه الشركة على إدارة المخزون داخليًا. [3]

"اقرأ المزيد من المعلومات عن الأمور المالية على موقعنا مالبيديا Maalpedia"

المراجع المعتمدة:

مواضيع ذات صلة

أعمال
الخصم النقدي (Cash Discount) هو خصم يُمنح للعملاء عند دفع الفاتورة نقدًا أو تسديد المستحقات المالية في وقت مبكر من الفترة المحددة.
أعمال
رأس المال العامل (Working Capital) هو الفرق بين الأصول المتداولة، مثل النقد، الحسابات المستحقة، والمخزون، والخصوم المتداولة، مثل الحسابات المستحقة الدفع.
أعمال
التجارة الإلكترونية (E-Commerce) هي عملية بيع وشراء السلع والخدمات عبر الإنترنت، مما يوفر مرونة وراحة للمستهلكين والشركات من خلال تجاوز الحدود الجغرافية وتقليل التكاليف التشغيلية.
أعمال
الحساب الجاري (Current Account) هو نوع من الحسابات البنكية يُستخدم لإدارة المعاملات المالية اليومية مثل الإيداع، السحب، والتحويلات.

مقالات ذات صلة

انضم إلى مالبيديا

لنشاركك بكل جديد مباشرة إلى بريدك

Thank you! Your submission has been received!
Oops! Something went wrong while submitting the form.