الثقافة المالية للمراهقين: دليلك لبناء وعي مالي يبدأ قبل الجامعة!

Jun 29, 2025
تم التحديث في:
Jun 29, 2025
:تم النشر في
مالبيديا
:الكاتب

تُعد مرحلة المراهقة تجربة تحوّلية، حيث يبدأ الشاب أو الشابة أولى خطوات الاستقلال المالي: مصروف يومي من الأهل أو مشاركة بسيطة في مصاريف المدرسة. لكن بدون توجيه أو خطة، قد تتحول هذه الحرية إلى استهلاك عشوائي يشجّع السلوكيات المالية غير الصحية لاحقاً.

بناء ثقافة مالية قوية في سن المراهقة ليست مهمة سهلة، لكن فائدتها تستمر مدى الحياة. إنها تمنح المراهق أدوات لفهم الفرق بين الرغبات والحاجات، وتعلّمه قيمة الادخار، وانعكاسات الاقتراض، وحتى كيفية التفكير بشكل مستقل ومنطقي قبل اتخاذ أي قرار مالي.

أولًا: لماذا تبدأ مبكرًا؟

المراهقون الذين يبدأون في تعلم المفاهيم المالية منذ سن صغيرة عادة ما ينمون عادات أكثر استقرارًا وبعيدًا عن الديون.

أظهرت نتائج PISA 2022 أن 18٪ من طلاب الـ 15 عامًا لا يمتلكون الكفاءة الأساسية في التعامل المالي، على الرغم من أن معظمهم يتمتع بحساب بنكي أو بطاقة دفع.

عندما نقوم بتعليم المراهق أساسيات مثل تقسيم المصروف، الادخار، والابتعاد عن الإنفاق مقارنة بالدخل، فإننا لا نبني موازنة فقط، بل نزرع أيضاً عادة التخطيط والمساءلة المالية التي ستفيدهم عند دخولهم للجامعة أولاً، وسوق العمل لاحقًا.

ثانيًا: الميزانية الأولى خطوة نحو الاستقلال

الميزانية ليست فقط للأعمال والشركات، بل هي أول خطوة نحو التحكم بالمال الشخصي.

ابدأ بتقريب مفهوم “الموازنة” للمراهق بالقول: "لديك 100 دينار أسبوعيًا، كيف ستخصصها؟ للوجبات؟ للترفيه؟ للادخار؟"

شاركهم أيضاً في كتابة ما صرفوه ومتى، مع شرح أن “الفرق بين ما تبقى وما تذخر هو ما يبني مستقبلك”.

هذا التدريب يعزز لديهم مهارة القرارات المدروسة، ويحوّل المصروف من مجرد مبلغ إلى أداة نفكر بها بوعي.

ثالثًا: تجربة الادخار والمشاريع الصغيرة

الخطوة التالية هي تجربة عملية، مثل مشروع منزلي أو تحدٍ ادخاري.

على سبيل المثال: المراهق يدخر مبلغًا أسبوعيًا لمدة شهر لشراء كتاب أو هدية يهمّه أمرها.

يمكنكم أيضًا دعمه لتأسيس مبادرة صغيرة، مثل بيع عصير في السوق المدرسي، وهنا يتعلّم كيفية حساب التكلفة والربح، والتعامل مع الزبائن، والتركيز على النتائج.

هذه الممارسات تعلّمه أن المال يتطلب الجهد والتخطيط، وتضفي عليه روح المبادرة والمسؤولية.

رابعًا: استخدام أدوات ذكية ومناسبة

في زمن الرقمنة، هناك تطبيقات مخصّصة للمراهقين تساعدهم على تنظيم مصروفهم بسهولة.

  • "RoosterMoney" يسمح لهم بتتبع المصروف والادخار ضمن إطارات واضحة.

باستخدامهم أدوات بسيطة وسهلة، يتمكن المراهق من رؤية التأثير المباشر لإدارته المالية، ويشعر بالمسؤولية بدون تعقيدات.

خامسًا: دعم الأهل والمدرسة هو الأساس

ولا يمكن بناء ثقافة مالية دون دعم الأهل والمدرسة.

تشير دراسة OECD إلى أن المراهقين الذين يناقشون الأمور المالية مع والديهم يحصلون على درجات أعلى بمقدار 12 نقطة تقريبًا في القراءة المالية.

الأهل يمكنهم إشراك أبنائهم في نقاشات حول ميزانية السوق أو الفواتير، حتى ولو بعبارات مبسطة.

كما يمكن للمدرسة تخصيص ورشة توعية إلكترونية أو نشاط تطبيقي بسيط يشرح قيمة الميزانية أو الفرق بين الحاجة والرغبة.

سادسًا: عادات ذهبية يكتسبها المراهق

بجانب المهارات الفنية، هناك مجموعة من العادات التي تعزز الثقافة المالية:

  • الادخار أولاً قبل الإنفاق (Pay Yourself First)، أي حجز مبلغ للادخار فور استلام المال، وليس بعد الإنفاق – وهذه عادة تؤدي إلى اكتساب السيطرة على المصروف.
  • التساؤل قبل الشراء: يكفي أن يتوقف المراهق ويفكر: "هل أحتاج هذا فعلاً؟" وسيجد أن غالبية مصاريفه غير ضرورية.
  • رؤية طويلة الأمد: الادخار حتى بمبلغ بسيط يجعل الهدف أكبر وأكثر مغزى، سواء كان لعبة أو هاتف أو دورات تعليمية.

هذه العادات تُغرس لديه صرامة مالية وروح التميّز منذ صغره.

بناء الثقافة المالية في سن المراهقة هو استثمار طويل الأمد. ابدأ بتعليمهم تبسيط المصروف وتقسيمه، شجعهم على تجربة الادخار والمشاريع الصغيرة، واستخدم التطبيقات المناسبة. دعم الأهل والمدرسة مهم جدًا في هذه الرحلة.

عادات بسيطة مثل “ادفع لنفسك أولاً” والتفكير قبل الإنفاق تجعل من المراهق أكثر وعياً واستعدادًا للمستقبل المالي الجامعي والمهني.

استكشف المزيد من المعلومات القيمة عن الثقافة المالية وإدارة الأموال على مالبيديا Maalpedia – منصة المعرفة المالية العربية الخاصة بك.  

المراجع المعتمدة:

  1. https://aflatoun.org  
  1. https://www.success.com

مواضيع ذات صلة

التمويل الشخصي
بالنسبة للعديد من الشباب، تمثل المرحلة الجامعية أول خطوة في عالم الاستقلال المالي.
التمويل الشخصي
بدء مشروع تجاري صغير هو خطوة رائعة نحو الإبداع والاستقلال، ولكن نجاحه الحقيقي يبدأ من فهم المال وفلسفته.
التمويل الشخصي
الأزمات سواء فقدان وظيفة، ارتفاع مفاجئ في الأسعار، أو حدث صحي غير متوقع، يمكن أن تهز استقرار الأسرة.
التمويل الشخصي
تُعد مرحلة المراهقة تجربة تحوّلية، حيث يبدأ الشاب أو الشابة أولى خطوات الاستقلال المالي: مصروف يومي من الأهل أو مشاركة بسيطة في مصاريف المدرسة.

مقالات ذات صلة

انضم إلى مالبيديا

لنشاركك بكل جديد مباشرة إلى بريدك

Thank you! Your submission has been received!
Oops! Something went wrong while submitting the form.